ذهبتُ إلى أحد قصور الأفراح لحضور مناسبة زواج لأحد أقاربي , ولفت إنتبهاي وجود أحد الملتزمين الصغار ممن هم تحت العشرين سنة , وقد أنشأ جلسة صغيرة جمع فيها
بعض الصبية ممن هم في سنه أو أصغر قليلاً , فتعمدت أنا أجلس بجانبهم لكي أسترق السمع وأستشف مايدور بينهم ,لخوفي الشديد على هؤلاء الصبية من الإنحراف الديني
فسمعت منه وهو يحدثهم بإسلوب قصصي مرعب يدخل الخوف والقلق إلى قلوبٍ ضعيفة لم تصل إلى مرحلة تميز من خلالها بين الصح والخطأ والمعقول واللامعقول
سمعته وهو يتحدث عن قصة الرجل الذي قرأ في اللوحة على الطريق (جهنم) 40 كيلو .. 30 كيلو ..20 كيلو .. الخ
والمراهقين يستمعون إليه بذهول وخوف يتملكهم .. حينها شعرت بالرأفة من حال هؤلاء المراهقين ,فقاطعت الشيخ الصغير موجه إليه سؤال
من أين أتيت بهذه القصة ..!
قال لي : سمعتها من الشيخ الفلاني في الشريط كذا
قلت له : عزيزي هل تأكدت من القصة الخيالية التي لا تصدق أبداً.. ثم أن مجرد أن الشيخ الفلاني ذكرها لايجعلنا نجزم بصحتها ..
فحاولت أن أخرجهم من ذلك الجو الكئيب ببعض الفكاهة
الحقيقة تركتهم وأن قلبي يتفطر ألماً على حال هؤلاء المتحمسين الذين يريدون الخير للجميع ولكنهم لايحسنون اختيار الوسيلة المناسبة للدعوة . فنجدهم يختلقون قصصاً تمجها العقول
وترفضها الآذان ..كلها كذب وزيف واختلاق .. نجد أثارها في حال بعض (المتدينين ) الذين تأثروا بتلك القصص المرعبة, فأصبحوا يصدرون أمراضهم النفسية إلى الجميع بإسم الدين
سؤالي الذي أوجهه للجميع ... هل الإسلام بحاجة إلى الكذب ..!
سأترك الإجابة لكم ..
ختاماً :
أتمنى من المسؤولين في الدعوة والإرشاد إلى التدخل ومنع الدعاة والوعاظ من استخدام القصص التي لم تثبت صحتها .. والتي وجودها يساهم في إضحاك الآخرين من الدعوة والدعاة